التفاصيل الكاملة لمجلس الوزراء برئاسة جلالة الملك وجميع الأسماء المعينة من الولاة والعمال والسفراء
“وافق شن طبقة”.. الصحفي المأجور علي المرابط يخطب ود النصاب المحترف هشام جيراندو (كاريكاتير)
عاد علي المرابط إلى ممارسة هوايته الدفينة، يعيد سيرة البهتان في حلة منمقة، وينفث الأكاذيب و ينشر الإفك.. لا يهدأ له بال إلا إذا عمت الفوضى، ولا يستقيم له رأي إلا إن كان مبنيا على الزيف والتحريف.. “الملاوط” جعل من الكذب مهنة، ومن التضليل سبيلا، ومن التشكيك علما يتفاخر به بين أتباعه.. كلما خفت وهجه، عاد ليقتات على أوهام من صدقوه، ويصنع من السراب قضايا وهمية يلهي بها الرأي العام. رغم أنه لا يزال كما كان، أسيرا لعداواته القديمة، لا يحسن إلا إشعال الفتن وإثارة الزوابع لكن هذه المرة بالاستعانة بكوكبة ممن يشبهونه و يسايرونه ذات الطرح.
العصابة التي يجاهد “عليوان” لجمع شتاتها تحتوي كل هؤلاء الضالين الذين تتراكم في سجلهم كل أصناف الجرائم والانحرافات، و الذين يجدون في مساعيه الملاذ الأخير إذ لا يتردد في استغلال ضعفهم و حبهم المرضي للظهور، فيكسبهم ليكونوا في صفه، يبتزهم عاطفيًا ويحركهم وفقًا لرغباته الخبيثة. بهذه الطريقة، يعيد تشكيلهم ويصنع منهم أبطالًا زائفين و رموزا خافتة للنضال و المعارضة رغم أنهم في الحقيقة لا يمتلكون من النضال سوى الإسم، ولا من الشجاعة سوى الواجهة التي يختبئون خلفها. ويشكلون مجرد أدوات في يدِه، ليس إلا.
وفي آخر مسرحية من مسرحياته العبثية و التي يشرف شخصيا على إنتاجها و إخراجها، أطلق علي المرابط ادعاءً فاضحًا سرعان ما أثار موجة من السخرية و التهكم، حيث زعم أن محترف اللصوصية هشام جيراندو كان قد التقى بالمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة في سياق تواجد هذا الأخير في إحدى العواصم الأوروبية قصد تلقي العلاجات. و هي المزاعم التي لا تحمل بين طياتها أي دليل قاطع و لم يقدم فيها أي دليل كما هي عادة المرابط زيادة على افتقارها إلى أي أساس منطقي أو واقعي، إذ ليست سوى محاولة رخيصة لزرع الفتنة و يمكن إدراجها في صنف “الخبّير” أكثر من المعلومة الصحفية.
من يعرف علي المرابط سيدرك لا محالة أن مصلحته و هدفه الأسمى من نشر هذه الأكاذيب، هو التأثير في الرأي العام وإثارة القلاقل بين الأفراد الذين يشككون أو يختلفون في تناول الأطروحات و ذلك بعدما أكل عليه الدهر و شرب و تجاوزه الزمن و ظهر بدله صحفيون أكفاء و إعلاميون مجتهدون يدافعون عن قضايا نبيلة و يسعون لتنوير المواطنين عوضا عن الغرق في وحل الفبركة والتلفيق، ليصبغ على كل خلاف أو تصادم سياسي طابعًا شخصيًا وسلبيًا.
ولم يكتفِ المرابط بترويج هذه الصورة الزائفة فحسب، بل ذهب إلى حد محاولة إيهامنا بأن موضوع اللقاء بين المستشار الملكي وجيراندو كان لغاية “اتقاء شر” هذا الأخير باعتباره العدو الأول للمملكة المغربية و ملمّحاً إلى أن وجود توترات بين موظفي الدولة السامين وهي افتراضات تأتي في إطار حملة تشويه غير مبررة من طرف المرابط و تنم عن عقلية تفتقر إلى الدقة والموضوعية.
ما لا يراه جيراندو وهو في غمرة أطماعه وطموحاته اللامشروعة و في خضم ثقته العمياء في “الملاوط” أن هذا الماكر ليس سوى كائن يتلاعب به بحرفيةٍ بالغة، مستغلاً صورته و منصته اليوتوبية “تحدي” كواجهة إعلامية لبث رسائله المسمومة وتمرير أجنداته المشبوهة لأغراضه الخاصة و لتصفية حسابات شخصية سابقة مع الدولة، ليخلع عنه مستقبلا كل فائدة حينما ينتهي منه، كما ألقى من قبله إدريس فرحان وأمثاله في غياهب النسيان و تركهم يواجهون مصيرهم المحتوم.. فعلي المرابط يعرف كيف يناور بخبث متقن و يبرع في الاستنجاد بمن حوله قبل أن يستنفد طاقاتهم ثم يتخلص منهم كما يتخلص الإنسان من أداةٍ فقدت فائدتها، دون أن يشعر بآثار خيانة ولاءهم..