جلالة الملك يوجه “الأمر اليوم” للقوات المسلحة الملكية في ذكرى 69 لتأسيسها
من يحرض ضد أجهزة الاستخبارات في المغرب؟ ولماذا لن ينجحوا؟
في الوقت الذي تواصل فيه الأجهزة الأمنية المغربية، بقيادة كل من عبد اللطيف حموشي وياسين المنصوري، أداء مهامها الوطنية بحرفية عالية وتفان، يبرز على السطح بين الفينة والأخرى خطاب تحريضي يسعى إلى التشويش على عمل هذه المؤسسات السيادية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: من يقف وراء هذا التحريض؟ وما الدوافع الكامنة وراء استهداف أجهزة الأمن والاستخبارات التي تشكل دعامة أساسية لحماية الوطن واستقراره؟
من بين الأصوات التي تتردد في هذا السياق، يبرز هشام جيراندو، الذي لا يتوانى عن ترويج ادعاءات كاذبة بوجود “صراع داخلي” بين القيادات الأمنية، محاولًا تصوير الوضع وكأنه نزاع بين عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، وياسين المنصوري، المدير العام لإدارة الدراسات والمستندات (لادجيد). هذا الطرح ليس جديدًا، فقد دأب جيراندو على تدوير خطاب يحنّ إلى أجواء الستينات والسبعينات، حيث كانت المؤامرات والانقلابات موضوعًا شائعًا في بعض الدول.
لكن هل يعقل أن يكون هناك صراع بين أجهزة أمنية مغربية أثبتت للعالم قدرتها على التنسيق الفعّال في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية العابرة للحدود إلى جانب قضية الصحراء؟ الواقع ينفي هذه المزاعم جملة وتفصيلا. فقد باتت الأجهزة الاستخباراتية المغربية، بقيادة حموشي والمنصوري، نموذجًا يُحتذى به عالميًا في التنسيق والتكامل، مما جعل المغرب شريكًا موثوقًا على الصعيد الدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
المثير للسخرية أن هشام جيراندو ذاته لم يستطع حتى الحفاظ على رواية واحدة. وهذا التخبط يفضح بشكل جلي افتقاره لأي معلومات حقيقية، ويعكس فقط بحثه عن الإثارة عبر ترويج نظريات المؤامرة لإثارة الجدل، دون اعتبار للحقائق أو الأدلة.
الذين يحرضون ضد أجهزة الاستخبارات المغربية يدركون جيدًا أن هذه المؤسسات تشكل العمود الفقري للأمن والاستقرار. هم يدركون أن المغرب نجح، بفضل قيادته الأمنية، في تفكيك خلايا إرهابية، وإحباط مخططات دموية، وتقديم معلومات استخباراتية حيوية لشركائه الدوليين. لذلك، يسعون عبثًا إلى تشويه صورة القيادات الأمنية، لإضعاف ثقة المواطنين بهذه المؤسسات السيادية.
لكن هؤلاء المحرضين يجهلون حقيقة أساسية: المغرب ليس ذلك البلد الذي تُهتز أركانه لمجرد خطاب تحريضي صادر عن مرتزق فاقد للمصداقية. فالأجهزة الأمنية المغربية تعمل على أساس تكامل الأدوار لا تنافرها، وكل من عبد اللطيف حموشي وياسين المنصوري يدركان أن نجاح كل منهما في مهامه مرهون بنجاح الآخر. هذا التكامل هو الذي جعل من المغرب دولة رائدة في مكافحة الإرهاب وضمان الأمن الوطني، وهو ما تشهد به كبريات العواصم العالمية التي تطلب دعم المغرب في هذا المجال.
أما بالنسبة لهؤلاء الذين يحاولون زرع الفتنة والتشكيك، فإنهم لن يفلحوا في تقويض جهود رجال الأمن، لأن المغاربة يدركون أن الأمن والاستقرار هما رهانان لا يقبلان المزايدة. فبينما يلهث جيراندو خلف مواضيع وهمية للترويج لنفسه على مواقع التواصل الاجتماعي، يواصل حموشي والمنصوري أداء مهامهما بصمت وكفاءة، جاعلين من التنسيق الأمني قاعدة صلبة لحماية الوطن.
ما يجهله المحرضون هو أن الأجهزة الأمنية في المغرب لا تشتغل بمنطق الفردية، بل تقوم على منظومة متكاملة تشترك فيها مختلف المصالح، تحت قيادة موحدة تُعلي من مصلحة الوطن. ومن يحاولون بث خطاب التفرقة والتشكيك، عليهم أن يدركوا أن هذه الأساليب البائدة لن تؤثر على عمل قادة الأجهزة في القيام بواجبهم الوطني، بل ستعزز التفاف الشعب حول قيادته الأمنية، في إطار الشعار الخالد: الله، الوطن، الملك.
إن محاولة زرع الشقاق بين الأجهزة الأمنية ليست سوى مغامرة خاسرة، لأن الواقع أثبت غير مرة أن هؤلاء المحرضين لا يملكون سوى الأوهام التي سرعان ما تتحطم على صخرة الحقيقة. وما لا يفهمه جيراندو وأمثاله هو أن المغرب دولة مؤسسات، يقودها رجال أوفياء للراية الوطنية، يواصلون الليل بالنهار في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن.