هشام جيراندو… حين تتحول “فوبيا حموشي” إلى هستيريا تشهيرية مَرَضية

في إحدى أكثر خرجاته إثارة للشفقة، عاد هشام جيراندو، الإرهابي الهارب من العدالة، ليقترف فصلا جديدا من حملته الهذيانية ضد المؤسسة الأمنية المغربية، مركّزا سهام ترهاته على شخص المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، السيد عبد اللطيف حموشي.

لكن المثير هذه المرة أن هذا الإرهابي الهارب من العدالة لم يكتف باستهداف الرجل، بل توسع به هوسه المرضي ليطال كل من يحمل لقب “حموشي”، متوهما أنهم جميعا استفادوا من “امتيازات عائلية”، وكأن مجرد الانتماء الاسمي بات تهمة تستوجب الإدانة!

هذا المنطق الأعوج الذي يتبناه جيراندو يشي بأزمة عقلية عميقة، تجاوزت حدود النقد السياسي المشروع، إلى مستوى هستيري يعكس اضطرابا في الإدراك، وحقدا دفينا على نموذج أمني نجح في ترسيخ منطق الكفاءة والاستحقاق. والحقيقة التي يجهلها أو يتجاهلها جيراندو أن اسم “الحموشي” شائع في العديد من مناطق المغرب، شأنه شأن الكثير من الأسماء، ولا يعني بالضرورة وجود أي صلة قرابة أو محاباة.

إن الحملة التشهيرية والتحريضية التي يقودها الإرهابي الهارب جيراندو لا تنبع من حرص على الشفافية أو مساءلة الأداء العمومي، بل من عقدة شخصية واضحة تجاه رجل لم يُعرف عنه سوى النزاهة الصارمة والحياد الإداري. فعبد اللطيف حموشي، بعكس ما يروج له جيراندو، هو أبرز مسؤول أمني يضع حدا للتوظيف بالوساطة، ويشرف على إرساء معايير صارمة قائمة على الجدارة والشفافية. بل حتى أقرب الناس إليه يعاملون كمواطنين عاديين.

يبدو أن جيراندو فقد صلته بالواقع، لدرجة أنه بات يعتقد أن كل موظف ناجح يحمل اسم “الحموشي” هو بالضرورة “محظوظ بقرابته مع المدير العام”! لكنه، في غمرة هذه الهلوسات، يغفل أن القانون المغربي يمنح لمسؤولين أمنيين في مواقع حساسة صلاحيات قانونية ومحدودة للتوظيف المباشر، كما هو الحال في جميع الأجهزة الأمنية حول العالم. ومع ذلك، فإن ما طبع عهد حموشي ليس استغلال هذه الصلاحيات، بل العكس تماما وهو إعمال الصرامة والنزاهة حتى في أدق التفاصيل.

والمفارقة العجيبة أن جيراندو، الذي يعجز عن تقديم دليل واحد يدعم افتراءاته، يستمر في القذف والطعن في الأعراض، وكأنّ لسانه السليط بات وسيلته الوحيدة للوجود. أما الحقيقة، فهي أن سلوكه يهدد أسس الاحترام العام ويسيء لكرامة المواطنين، ويكشف عن نية مبيتة لضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته، خدمةً لأجندات معادية للمغرب واستقراره.

إن استهداف عبد اللطيف حموشي اليوم، ليس سوى محاولة يائسة لضرب إحدى أبرز الشخصيات التي أعادت للمؤسسة الأمنية المغربية هيبتها ومصداقيتها، ليس فقط داخليا، بل أيضا على المستوى الدولي. ففي عهده، أصبحت المديرية العامة للأمن الوطني أحد أعمدة الأمن الإقليمي والدولي، بشهادة كبرى المنظمات والهيئات الأمنية عبر العالم.

لا يمكن قراءة خطاب هشام جيراندو سوى باعتباره إفرازا مَرَضيا لفكر تحريضي متطرف، جعل صاحبه يتخبّط في مستنقع العدمية والظلام والظلال. أما السيد حموشي، فهو أحد الرجال النزهاء المخلصين للدولة التي تنهض وتبني، ورجل أمن لم تشُب مسيرته شائبة، مهما حاولت كلاب التشهير النيل من قامته. وكما يقول المثل: “ما يضر السحاب نباح الكلاب”.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة