هشام جيراندو والغباء البشري في الهروب إلى الأمام بعد فضيحة تسجيلات مصطفى عزيز

بعد الصدمة القوية التي خلّفتها تسجيلات مصطفى عزيز، والتي كشفت حقيقة هشام جيراندو ودوره الهامشي داخل شبكة التشهير والابتزاز التي يتزعمها كل من إلياس العماري ومهدي حيجاوي والحسين المجدوبي، لجأ هذا الأخير إلى أسلوبه المعتاد: الهروب إلى الأمام عبر إنكار المحتوى والتشكيك في الصوت، مدعيا أنها “مفبركة بالذكاء الاصطناعي”.

إنها واحدة من أكثر محاولات الإنكار سذاجة وارتباكا. إذ بدل أن يرد على الحقائق الخطيرة التي فضحتها تلك التسجيلات والتي لم ينفيها أصلا المعني بالأمر، مصطفى عزيز، اختار جيراندو أن ينصب نفسه مكانه ويدعي بكل غباء أنها مفبركة بالذكاء الاصطناعي.

في الواقع، ما تخشاه شبكة التآمر والابتزاز التي لا يشكل فيها جيراندو سوى ترسا صغيرا، ليس التسجيلات الصوتية في حد ذاتها، بل مضمونها. فالرسائل التي جاءت على لسان مصطفى عزيز ليست مجرّد تصفية حسابات شخصية، بل شهادات مدوية من داخل المنظومة التي كانت تموّل وتدير جيراندو، واعترافات ضمنية بأن هذا الأخير لم يكن سوى أداة صغيرة تُستعمل ثم تُرمى.

فأن يقول عنه من كان مموله ومرجعه إنه “لا يساوي شيئا” و”مجرد بيدق”، فهذا ليس خلافا شخصيا، بل انهيار كامل للواجهة الدعائية التي حاول جيراندو تشييدها عبر سنوات من الحملات التشهيرية.

إن محاولة تبرير التسريبات بأنها مفبركة لا تصمد أمام أبسط قواعد العقل والمنطق. فلو كانت كذلك، لكان أول من يسارع إلى تفنيدها هو صاحب الصوت نفسه. أما أن يلجأ جيراندو إلى تبريرات سخيفة، فهذا يكشف مقدار التخبط داخل خلية التآمر.

اليوم، وبعد هذه الفضيحة، لم يعد هشام جيراندو مجرد مروج إشاعات، بل تحول إلى نموذج حي لتآكل المشروع التخريبي من الداخل. لقد جاءت الضربة من داخل البيت، وكانت قاضية إلى حد جعل جيراندو ينكر الصوت والواقع معا.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة