المغرب يحتل المرتبة 85 عالميا في مؤشر السلام العالمي لعام 2025
كاريكاتير.. هشام جيراندو من مرض إجرامي إلى مخلوق منبوذ يمقته الجميع !
في ركن كالح من هذا الوطن، حيث يزهر العبث كما يزهر الفطر على جدران العفن، خرج علينا كائن بلا هوية مهنية، و لا مرجعية فكرية، لا نشأ في حقل يحترم و لا تدرج في سلم يعتد به، مجرد طارئ على الساحة، يحشر نفسه بين ألفاظ الريادة و التمكين كما يحشر الذباب نفسه في مجتمع النحل.
إسمه هشام ولكن لا يخدعك إسمه فهو ليس إلا طلسما مكسورا. ولا يغرنك وقع الحروف فإن هذا الشيء و لتسامحني اللغة إذا سميته رجلا ليس إلا قردا إستعار بدلة وعجز عن إستعارة بعض من الكرامة.
يظهر في الصورة كما يظهر السفهاء على هامش التاريخ، لا لأنه أهين، بل لأن لعبته الباهتة قد انكشفت. لم يخلق ليقود مشروعا، بل ليكون النقطة السوداء في سيرته. تراه يتسلق حبال رجال الأعمال فيختنق برائحة المؤسسات، يحاول مجاراة الصفوة فيطرد بلعنة الأصل. فلا هو من هؤلاء، ولا هو من أولئك، بل هو كائن هجين، نبات طفيلي خرج إلينا في يوم نسي والده أن يدعو الله باللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا.
ولفرط ابتذاله، بات عالقا في هوة لا قاع لها، فلا رجال الأعمال قبلوا أن يعد من بينهم، ولا حتى عامة الناس ممن يكافحون بكرامة ويكدحون بشرف تحت وطأة الحياة، رضوا أن يشبههم أو يحتسب عليهم. حتى نُدُل المقاهي، أولئك الذين يمسح البلاط من تحت أقدامهم يوميا استنكفوا أن يُجمعوا معه في زمرة واحدة، لقد صار منبوذا بالإجماع الأقوياء رفضوه لأن لا شيء فيه يمت إلى القوة بصلة، والكادحون لفظوه لأن في حضوره إهانة للكد، بل إن الجميع قد تبرأوا منه كما تبرأت الأرض من دم هابيل.
هشام يشبه رجال الأعمال كما تشبه القطة النمر في صورة فلتر يبيع صورة النجاح، وهو لا يملك حتى فكرة أولية عنه، يتحدث بلغة الأرقام كما يتحدث الجاهل بلغة السحر، لا يعرف من الحساب إلا ما يحسب في جيوب غيره، يدعي القيادة وهو ضائع في نفسه.
إنه حالة نفسية قبل أن يكون ظاهرة اجتماعية، تجسيد حي لاعتلال سوسيوباثي متقن التنكر لا شعور بالذنب، لا أثر للحياء، لا رغبة في النمو، فقط نسخة مكررة من إعلان فاشل رفضه حتى موقع يوتيوب.
بداخله طفل لم يذق حنان أمه، فقرر الانتقام من العالم بابتسامة مشدودة كقناع جوكر و حقيبة يتشبث بها كما لو كانت تصريح مرور إلى عالم لا يعترف به، فرجال الأعمال لعنوا اللحظة التي اعتقدوا فيها أن هذا المسخ قد يكون منهم. تائه بين الأطراف، لا اليمين يريده، ولا اليسار يتحمله.
لم يكن هشام بحاجة إلى فضيحة فوجوده في حد ذاته فضيحة. لم يصفق له أحد، بل راقبه الناس كما يراقب المجنون المتهافت في آخر الزقاق، لا أحد يصدقه، لا أحد يقترب منه، والجميع يتمتم في صمت من الذي أطلق سراحه من مستشفى المجانين ليعود ويثقل كاهلنا بالجنون؟
هو لا يهزم بالنقاش، لأنه لا يفهم اللغة، بل يسقط بالمرآة لا يتأثر بالحوار، بل بالفضيحة. كلما رأى صورته أدرك أو لعله لم يدرك بعد أن العار ليس في كونه قردا، بل في كونه قردا يحاول أن يكون خطيبا في مملكة البشر.
إن الأوساط التي تفرز أمثاله، أوساط مسمومة، تكافئ الانتهازية، وتمنح التصفيق لمن قرأ عبارة من كتاب تنمية بشرية ثم سار بها مختالا دون أن يفهمها.
وفي النهاية، يا هشام لم تكن يوما بيننا، ولن تكون. حتى القردة بدأت تتبرأ من نسبك وإن كانت لك شجاعة واحدة، فلتكن شجاعة الاختفاء. فالناس قد تغفر للغبي، لكنها لا تغفر لمن يلح في إقناعنا بأنه عبقري، وهو لا يجيد حتى مواراة غبائه عند أول جملة.