مقتل 4 ضباط جزائريين في قصف على إيران يفضح تورط النظام العسكري الجزائري مع محور الشر في طهران

كشفت تقارير إعلامية عن مقتل 4 ضباط جزائريين برتب عالية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني في العاصمة طهران. وتشير المعطيات إلى أن الضباط القتلى كانوا ضمن بعثة عسكرية جزائرية يُعتقد أنها شاركت في مهام تنسيق أو تدريب مع الجانب الإيراني، دون صدور أي تأكيد رسمي من السلطات الجزائرية بشأن هذه المعلومات أو ملابسات تواجدهم هناك.

الحادثة أثارت موجة من التساؤلات حول طبيعة التعاون العسكري غير المعلن بين الجزائر وإيران، في وقت تلتزم فيه الجزائر رسميًا بمبدأ عدم التدخل في الصراعات الإقليمية. ويُنظر إلى هذا التطور كمؤشر على تحوّل في السياسة الدفاعية الجزائرية من الحياد التقليدي إلى الانخراط في تحالفات أمنية إقليمية، ما قد يضع البلاد في دائرة تجاذبات وصراعات لا تمسّ أمنها القومي المباشر.

ويرى مراقبون أن الجزائر قد تسعى من خلال هذا التقارب مع طهران إلى تعزيز موقعها الإقليمي في مواجهة نفوذ متنامٍ لدول مجاورة، لكن هذا الانخراط قد يرتدّ عليها سلبًا، خصوصًا في حال تأكد دعمها الميداني أو التكنولوجي لقدرات إيران العسكرية، وهو ما قد يعرّضها لضغوط أميركية وأوروبية وحتى مقاطعة من شركاء أفارقة يفضلون الحياد في النزاعات الشرق أوسطية.

في هذا السياق، يزداد الضغط على المؤسسة العسكرية الجزائرية لتقديم توضيحات بشأن حجم وجودها خارج الحدود، ومدى التزامها بالإستراتيجية الدفاعية الوطنية. كما يفتح هذا الحدث بابًا للنقاش الداخلي حول شفافية السياسة الخارجية والأمنية، وجدوى الانخراط في محاور إقليمية محفوفة بالمخاطر، في ظل بيئة دولية متقلبة واستقطاب جيوسياسي متزايد.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة