تتويج أشرف حكيمي كأفضل لاعب في مباراة باريس سان جيرمان أمام سياتل ساوندرز الأمريكي
من قلب الكعبة.. عبد الرزاق سوماح يدعو علي أعراس إلى التوبة والكف عن الإساءة للوطن
اختار عبد الرزاق سوماح، «الأمير السابق لحركة المجاهدين في المغرب»، لحظة خشوع نادرة وسط جموع الحجيج في بيت الله الحرام، ليوجه رسالة صريحة وقوية إلى زميله السابق في التنظيم الجهادي، علي أعراس، داعيا إياه إلى التوبة والتوقف عن الإساءة المتواصلة إلى وطنه المغرب، مذكّرا إياه بماضيه المتطرف ومساره الدموي الذي يحاول اليوم التنصل منه عبر الكذب والدعم المكشوف للحركات الانفصالية المدفوعة من خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
وبينما يواصل علي أعراس بثّ مزاعم كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول تعرضه للتعذيب في المغرب، وخروجه بمواقف داعمة للانفصاليين، لم يتردد سوماح في تذكيره بأن اليد التي امتدت يوما لتزويد المجاهدين بالأسلحة لا يحق لها أن تُحاضر اليوم حول حقوق الإنسان أو تدّعي النضال السلمي.
لم يكن هذا النداء الصادق والأخلاقي الذي أطلقه سوماح من داخل الكعبة مجرد رسالة عابرة، بل جاء في سياق تصاعد حملات التشويه التي يشنها أعراس ضد بلده، سواء من خلال مزاعم تعذيب داخل السجون المغربية، أو عبر اصطفافه العلني إلى جانب دعاة الانفصال في ما يسمى بـ«الحزب الوطني الريفي PNR»، وهو تنظيم انفصالي حديث النشأة تقف الجزائر وراء دعمه وتمويله.
دعوة صادقة إلى التوبة
في مقطع مصور بثه على حسابه في منصة فيسبوك، قال سوماح: «أدعو علي أعراس أن يتراجع عن غيّه وألا يستمر في وضع يده في يد الانفصاليين. تب وعد إلى الله، وتوقف عن النفخ في قربة مثقوبة».
دعوة تتجاوز البعد الشخصي إلى أبعاد وطنية ودينية وأخلاقية، تعري رواية «الضحية المزعومة»، وتضع علي أعراس أمام مرآة الحقيقة: من قيادي في جماعة إرهابية إلى بوق انفصالي، يحاول أن يغسل ماضيه بالافتراء على وطن لم يبخل عليه لا بالعدالة ولا بفرص العودة.
ووصف الأمير السابق لحركة المجاهدين في المغرب تصرفات أعراس بـ«النكوص عن الحق»، مذكّرا بالدور الخطير الذي لعبه الأخير خلال فترات نشاط حركة المجاهدين في المغرب، حيث تولى شخصيا مهمة توزيع الأسلحة التي تم تهريبها عبر مسالك سرية من أوروبا، ضمن مخطط إرهابي هدفه آنذاك ضرب استقرار المملكة.
وأكد أن أعراس لم يكن مجرد مناضل إيديولوجي، بل كان أحد العقول المدبرة في العمليات اللوجستيكية الإرهابية.
أكاذيب أعراس الهوليودية
في معرض تذكيره بافتراءات علي أعراس، قال سوماح: « حينما بينت كذبه بخصوص التعذيب، كنت أدعو الله أن يخرج أحد المعتقلين الذين عاشوا معه حين كان يقضي عقوبته السجنية في سجن سلا، ليكذبوا ادعاءاته.. واستجاب الله لي فخرج المعتقل الإسلامي إبراهيم عقراش ليفضح كيف فبرك علي أعراس آثار التعذيب على جسمه وصورها في مقطع فيديو ليستغلها فيما بعد ويدعي أنه تعرض للتعذيب داخل السجن».
في أكتوبر 2024، فجّر المعتقل السابق في قضايا الإرهاب، إبراهيم عقراش، مفاجأة من العيار الثقيل، عندما ظهر في مقطع فيديو نشره على «يوتيوب» ليفضح تفاصيل «الخدعة الهوليودية» التي حاكها أعراس داخل سجن سلا 2.
وأكد عقراش، الذي شارك أعراس الزنزانة بين عامي 2012 و2015، أن هذا الأخير استغل ثقته وطلب منه أدوات لرسم بقع على جسده توهم بوجود آثار تعذيب، كما طلب منه هاتفا محمولا لتوثيق الفيديو الكاذب، بادعاء أنه يريد التواصل مع ابنته.
وفي مقطع الفيديو نفسه، كشف عقراش أن علي أعراس لجأ إلى خدعة بصرية عبر قلم حبر لرسم آثار وهمية، تركها تحت ملابسه لأيام، قبل أن يظهر أمام الكاميرا في مشهد تمثيلي.
وأوضح أن الزنزانة التي ظهر فيها الفيديو لم تكن سوى إحدى أفضل الزنازين في السجن، مجهزة بسرير وتلفاز ومستلزمات الطبخ، ما يفند ادعاءاته بأنه كان ضحية تعذيب ممنهج.
ولم تكن شهادة عقراش وحيدة؛ فقد أطلّ –عبر الفيديو نفسه- كل من المعتقلين السابقين أمين الكزاري وحسن شراقة ليؤكدا بدورهما بُطلان مزاعم أعراس، وأكدا أنه كان يعيش في ظروف عادية ويلتقيهما بانتظام، ولم تظهر عليه أي علامات تدل على التعرض لسوء معاملة.
ولم يكن إبراهيم عقراش الشاهد الوحيد على بُطلان مزاعم أعراس، فقد ظهر إلى جانبه في الفيديو نفسه شاهدان آخران، هما أمين الكزاري وحسن شراقة، وكلاهما كان معتقلا في الفترة نفسها داخل سجن سلا.
وأكد الشاهدان أنهما التقيا أعراس باستمرار، ولم يلاحظا عليه أي آثار تعذيب أو معاملة سيئة، نافيين ادعاءاته بخصوص منعه من الفسحة أو سوء التغذية.
من الإرهاب إلى دعم الانفصال
لم تكن انزلاقات أعراس وليدة اليوم، فقد سبق لعبد الرزاق سوماح أن كشف، في حوار مطوّل مع موقع Le360، أن أعراس لم يكن سوى أحد ممولي حركة المجاهدين بالسلاح، إذ تم استقطابه من بلجيكا وكُلّف بإدخال الأسلحة إلى المغرب عبر مسالك سرية لدعم عمليات جهادية كانت تهدف لزعزعة استقرار المملكة.
اليوم، وبعد سنوات من الأكاذيب المسيئة للمغرب، يخرج أعراس بخطاب جديد، لا يقل تطرفا عن سابقه، موجها بوصلته هذه المرة نحو مساندة أطروحات الانفصال والعداء للوحدة الترابية للمملكة، دون أن يُبدي أي ندم على ماضيه أو مسؤولية عن الخراب الذي سعى يوما لإشعاله.
دعوة لقراءة التاريخ
في ختام ندائه، وجه عبد الرزاق سوماح إلى زميله السابق نداء إنسانيا صادقا قائلا: «اقرأ تاريخ المغرب جيدا يا علي، ستدرك أن هذا الوطن عصيّ على التقسيم.. فلا تكن أداة في يد المتربصين بوحدته».
دعوة سوماح ليست فقط نداء توبة، بل تحذير من خطورة مواصلة الانجرار وراء أجندات معادية، تستغل ضحايا مزعومين لكسب شرعية مفقودة، فيما الوطن يظل شامخا، راسخا، لا تهزه الأكاذيب ولا تخدعه الحيل المفضوحة.