الداخلة.. وجهة استثمارية صاعدة تجذب أنظار العالم

أصبحت مدينة الداخلة، الواقعة في أقصى جنوب المملكة المغربية، واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية الصاعدة في القارة الإفريقية، بفضل دينامية تنموية متسارعة، وبنيات تحتية حديثة، وموقع استراتيجي يجعل منها بوابة رئيسية بين المغرب وعمقه الإفريقي، وكذا نحو أمريكا اللاتينية.

الداخلة لم تعد مجرد نقطة جغرافية جنوبية، بل تحولت إلى قطب اقتصادي واعد يجذب اهتمام الشركاء الدوليين، بما توفره من فرص كبيرة في قطاعات متعددة مثل الطاقات المتجددة، الفلاحة، الصيد البحري، السياحة، والخدمات اللوجستية. مشاريع مهيكلة، كبرى، أطلقها المغرب في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، تجعل من الداخلة منصة استراتيجية للربط بين الأسواق الإفريقية والأوروبية والأمريكية.

وفي هذا السياق، تواصل المدينة استقبال وفود برلمانية واقتصادية ودبلوماسية من مختلف دول العالم، كان آخرها وفد من الكونغرس البيروفي الذي زار الداخلة ووقف على حجم الإنجازات المحققة والبنيات التحتية المتطورة، وعلى رأسها مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يرتقب أن يُحول المدينة إلى قطب بحري وتجاري إقليمي من الطراز الأول.

الاستقرار السياسي والمؤسساتي الذي تنعم به الجهة، وتوفر مناخ أعمال موات، وبيئة استثمارية مشجعة، كلها عوامل جعلت الداخلة في صلب اهتمامات المستثمرين الأجانب، الذين يرون في المدينة أرضية خصبة لإطلاق مشاريعهم في اتجاه القارة الإفريقية، مع ما توفره من تسهيلات إدارية ومرافقة مؤسساتية.

وتعزز هذه الدينامية مشاريع أخرى متكاملة، مثل شبكات الطرق الحديثة، وربط الجهة بشبكات الكهرباء والماء، وتوفير مناطق صناعية وتجارية مهيأة، إلى جانب حضور بشري شاب ومؤهل، مما يعكس رؤية استراتيجية متكاملة حول الداخلة كوجهة اقتصادية جديدة على الخريطة الدولية.

إن ما يميز الداخلة اليوم هو هذا التوازن بين التنمية الاقتصادية والانفتاح الدبلوماسي، وبين الدينامية المحلية والرهانات القارية، وهو ما يجعل منها أكثر من مجرد مدينة تنموية، بل نقطة ارتكاز استراتيجية لمغرب منفتح على العالم، ومتموقع بثقة في محيطه الإفريقي والأطلسي.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة