هشام جيراندو و حميد المهداوي في قالب كاريكاتيري ساخر يفضح تحالف النصب وتجارة الأدسنس على حساب المغاربة

في لوحة كاريكاتيرية ساخرة، تتجلى حقيقة مرة تعري ألاعيب النصاب هشام جيراندو وتواطؤه مع اليوتيوبر حميد المهداوي، حيث يتبادلان عبارات تكشف زيفَهما وسعيهما وراء أموال “الأدسنس” على حساب المغاربة. يظهر جيراندو في الرسم وهو يقول بمكر: “قالو لي ضربتي اللعاقة أبا المهداوي”، فيرد المهداوي بلهجة متآمرة: “أودي أنا لي خصني ندوز عندك شي سطاج وتحياتي”. هذا الحوار المُغرق في السطحية والمصلحية، يجسد انحطاطا أخلاقيا يحول منصات التواصل إلى سوق للابتزاز والتضليل، حيث يباع الوطن ويشترى بثمن بخس.

جاء كشف هذا التواطؤ على يد اليوتيوبر يوسف الزروالي، الذي نشر تسجيلا صوتيا يكشف تواصلا مباشرا بين جيراندو والمهداوي. هذا التسجيل، بمثابة صاعقة فضحت الوجه الحقيقي لعلاقة مشبوهة، حيث دعا الزروالي المهداوي لتوضيح طبيعة ارتباطه بجيراندو، ذلك النصاب الذي لم يقتصر ضرره على الاحتيال المالي، بل امتد إلى اتهامات خطيرة تتعلق بمحاولة زعزعة استقرار المملكة وتحالفات مع أباطرة الجريمة وتجار المخدرات. هكذا، تتحول منصة “يوتيوب” من فضاء للتعبير إلى مسرح لمؤامرات تحاك ضد الوطن.

هذا الكاريكاتير، ببساطته المعبرة، يلقي الضوء على هدف مشترك يجمع الاثنين: مراكمة الأرباح عبر استغلال سذاجة المتابعين وتضخيم الأكاذيب. فجيراندو، الذي يُصوّر نفسه “ناشطا” منفيا في كندا، ليس سوى بيدقٍ في يد أطراف مشبوهة، يتاجر بالوطن ويروج للفتنة. أما المهداوي، الذي يدعي الصحافة، فيبدو شريكا في هذه اللعبة القذرة، حيث تتلاشى الحدود بين النقد والتشهير، ويصبح الهدف جمع “المشاهدات” بأي ثمن، ولو كان ذلك على حساب استقرار بلد وكرامة شعب.

يبرز الكاريكاتير تحذيرا يكشف كيف يتحول الطمع إلى سلاح يدمر النسيج الاجتماعي. فجيراندو والمهداوي، بتواطئهما المزعوم، لا يقتصران على نهب جيوب المتابعين، بل ينخران في أسس الثقة بين الشعب ومؤسساته، محولين منصات التواصل إلى أداة للتشويش والتفرقة. إن هذا السلوك، الذي ينضح بالأنانية والافتقار إلى الضمير، يلقي بظلال كئيبة على قيم الوطنية، ويُوجب على المجتمع التصدي لهذه الظاهرة بحزم وحنكة، حفاظا على وحدة الوطن وكرامة أبنائه.

مثل هذه العلاقات التي تم فضحها، تثير قلقا عميقا وتستدعي مساءلة صارمة. فجيراندو ليس مجرد محتال عابر، بل رمز لخطر يتهدد الأمن الوطني بتحالفاته مع أوساط إجرامية، وفق ما كشفته اتهامات موثقة. هذا الواقع يُبرز انحطاطا أخلاقيا ووطنيا يجعل من جيراندو تاجرا بلا ضمير، يبيع كل شيء – من قيم ومبادئ إلى استقرار وطن – من أجل حفنة من المال. في هذا السياق، يظهر الكاريكاتير كمرآة تعكس قبحَ هذا التحالف، وتدعو ليقظة جماعية ضد من يستغلون المنصات لنشر السموم.

و يبقى هذا الرسم الكاريكاتيري صرخة بصرية تحذر من مغبة السقوط في فخ الأكاذيب والتضليل. إنه دعوة للتمييز بين حرية التعبير والعبث المُمنهج، ولتعزيز الوعي الجمعي ضد من يتاجرون بمصير الأمة. ولعل في فضح يوسف الزروالي لهذه العلاقة المشبوهة بداية لكشف المزيد من الأقنعة، حتى تستعيد منصاتنا دورها كفضاء للتنوير لا للتعتيم، ويبقى المغرب، بيقظة أبنائه، عصيا على ألاعيب النصابين ومؤامرات الخونة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة