قضية ابتسام لشكر.. فؤاد عبد المومني يختار صمت القبور و حسن بناجح يبتلع لسانه
قيل قديما أن الصمت أبلغ من الكلام.. لكنه قد يصير عيبا حين يعري سوءة بعض الفئات و يكشف ازدواجية معايير من يُسمون أنفسهم حقوقيين أو منافحين عن الإسلام، و الذين أهملوا قضية هزت الرأي العام الوطني و مست المغاربة في معتقدهم لمّا أقدمت المسماة ابتسام لشكر على الإساءة للدين للذات الإلهية.
لم نسمع عن خرجة إعلامية “انتفاضية” لحسن بناجح و لم نقرأ تدوينات “نارية” لفؤاد عبد المومني و هم الذين اعتادوا انتقاد مؤسسات الدولة و مهاجمة رموزها، لكنهم اختاروا السكوت إزاء التطاول على مقدسات دينهم و وطنهم.
قضية لشكر لم يكن حدثًا عاديا، بل كان اختبارا لصدق هؤلاء و نواياهم جعلنا نتساءل لماذا يغضون الطرف عن جريمة تمس جوهر الإسلام، بينما يهتمون أيما اهتمام بقضايا خارجية؟
هذه الانتقائية تكشف بما لا يدع مجالا للشك و اللبس أن هذين “البيدقين” ما هما إلا خُدّام مسخرين لخدمة أطراف خارجية مشبوهة على حساب الوطن لا أقل و لا أكثر.
لقد صار من المثير للسخرية أن نرى مثل هؤلاء المدافعين أو “المدفوعين” إن صح القول يسرعون إلى النطق، بل ويملأون الشوارع و ساحات المساجد من أجل قضايا خارجية، يعتنون بها أكثر من وطنهم، وعزة دينهم.
تعودنا أن نرى الثنائي بناجح و عبد المومني يجيشون خطاباتهم، ويحرضون منابرهم من أجل مآسي تدور رحاها خارج الحدود، إلا أنه و بينما تنتهك في بلادهم حرمة الدين، وتستهان مشاعر الملايين، يسكتون كأنما لم يخلقوا إلا للنطق في غير موطن الحق.
إن تواري بناجح و عبد المومني و أمثالهما موافقة ضمنية على العبث. فالأديان ليست مجرد شعائر، بل ركائز للتماسك الاجتماعي. و كل شكل من أشكال الصمت عن انتهاكها يعتبر خيانةً لله، وللوطن، وللتاريخ.