على إيقاع “بيغاسوس”.. تسريبات “جبروت” تفتح شهية “العساكر” المتربصين بالمغرب (كاريكاتير)

الحكمة غافية والصياح مُتيقظ والحقيقة مرتبكة “بفعل فاعل”، والعساكر مُتأهبة بأزلام “وطنية” خائنة وأجنبية، يقفون على ناصية الشارع في انتظار تصاعد دخان “أسود” من مدخنة “الثكنات”، إيذانا بالانخراط الجاد في حرب “الويب المظلم”، حيث الضربة لا تُلمس إلى أن يَسيل دمها، والدليل كالجمرة لا تُقبض بالمهادنة وإنما بالقانون.

يُراهنون على “جبروت” سيبراني مُثقل بالخيال الهوليودي لتقويض جهاز أمني مغربي ضاربة جذوره في الأرض، يشتغل كعقارب الساعة لحماية الأمن القومي للمغاربة دون أن يلتفت لما قد يُخلفه نجاحه من فشل ذريع في جوار يَرقب، يَحصي الإنجازات ثم يُوافي كباره الفاقدين “لشرعية الصناديق” بتقارير تُساؤل جدوى حيازة “ثروات كابحة” من قبيل الغاز والبترول في محيط مُتاخم يتقدم بناء على الموارد الطبيعية المحدودة ثم السواعد البشرية التي تضع نُصب أعينها شعار يُرعب فاقدي الولاء والانتماء “الله، الوطن، الملك”.

معلوم أنها ليست المرة الأولى التي نُقارب فيها حربا هجينة على المغرب كما لن تكون الأخيرة التي نُشخص فيها دوافع جهود حثيثة تُدار من داخل قصر المرادية لتصوير أطر ومديرية مراقبة التراب الوطني، على أنها مؤسسة تُناوئ خارج نطاق الشرعية والقانون وكأن الزمان الجاهلية والمكان الغاب.

وحتى من يُوازي المساعي من بوابة الفضيحة فإن زاوية رؤيته لا تعدو أن تكون أضيق من خُرم إبرة. لماذا؟ لأن النوايا المُضمرة في نفوس العساكر تذهب “حصرا” ناحية الإيقاع بين الرئيس والمرؤوسين وتخوين القادة، عبر رمي جمرة التجسس على جلالة الملك محمد السادس وكبار مساعديه ثم تفخيم إشاعة بيع معلومات حساسة لدول أجنبية في حجر السيد عبد اللطيف حموشي أو تقديمه، على أبعد تقدير،  كمسؤول غير مُطلع على ما يجري داخل مؤسسته الأمنية.

وأيا كان الراجح من الاحتمالين، فإن الهدف واحد ضرب الرجل في شرفه المهني ودر الرماد في العيون حتى تُعمى الأبصار والبصيرة عن إنجازاته الأمنية التي حققها منذ توليه قيادة جهازي الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني بفضل ثقة ملكية كريمة ثم ثني، المغربي كما الأجنبي، عن تثمين الحُظوة والاحترام اللذان يحظى بهما دوليا لأنه نجح، على عهده، في ترسيخ مفهوم الدبلوماسية الأمنية.   

إننا نعيش في ظل مؤسسة أمنية منحت المغرب استقرارا أمنيا وهو الشعور الذي لم يختبره بعد قصر المرادية، لأنه يُغير مسؤوليه الأمنيين كما يُغير ملابسه الداخلية. فمنهم من سقط صريعا في ظروف “غامضة” ومنهم من دخل “مفقودا” إلى سجون النظام الجزائري ولم يخرج بعد “مولودا” إلى اليوم. بينما آخرون لم يهنئوا بعباءة مدير الأمن الوطني إلا شهورا معدودة حتى تنكرت لهم العساكر وقذفتهم بعيدا عن شرف خدمة الجزائريين. وبالتالي، من يفتقر إلى استقرار أمني وسياسي واجتماعي سيُجمع حوله أبواق متناثرة بين الشرق والغرب، ويُغدق عليها مُقدرات شعبه المغلوب على أمره حتى ترفع معنوياته وتُصفق لاندحاره الوشيك الذي انطلقت أولى شرارته مع قضية الصحراء المغربية، واليوم يتواصل مع خروقات مُختلقة تروج في مجموعات هاكرز جزائريين لمحاولة إلهاء المغرب عن أولوياته وحتى إفقاده ثقة شركائه الدوليين.

وبصرف النظر عن سذاجة المكائد، نقول للمتربصين أن المغرب يهزمكم، دوما، برباطة الجأش وإن تماديتم في غلكم يُقابلكم بحزم قانوني لوأد الشر في نحوركم، ولكم في قضية بيغاسوس التي تُمنون النفس بإعادة إحيائها من خلال “جبروتكم” خير مثال !!!

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة