هشام جيراندو.. حتى خلف القضبان دمية مطيعة في يد المهدي الحيجاوي

في مشهد يقطر عبثا ويثير الشفقة أكثر مما يثير الضحك، سقط هشام جيراندو في حفرة حفرها بنفسه، ليجد نفسه مجرد دمية تجرها خيوط مهدي الحيجاوي، خرج الرجل متبجّحا ليحكي للناس قصة لقاء أسطوري مع المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة في مدريد، دون أن يسعفه دليل أو يعضده برهان ولم يمر وقت طويل حتى انكشفت الحقيقة الفاضحة… فلم يكن هناك لقاء ولا هم يحزنون، بل مجرد خدعة رخيصة حيكت بخيوط مبتذلة على يد الحيجاوي، وأدارها عبر وسيط بائس يدعى عبد الواحد السدجاري الذي قدّم شبيها بدور الهمّة المزعوم في مسرحية رديئة الإخراج.

المهزلة لم تفضح هشام جيراندو فحسب، بل كشفت ضآلة حجمه أمام من يحركه بدا الرجل مسلوب الإرادة، مرتبك الصوت والحركة، وكأن كل ما يملكه هو انتظار إشارة المخرج ولما وعد بأن الحيجاوي سيكمل لاحقا رواية القصة، كان اعترافا صريحا بأنه مجرد بوق مأجور، لا أكثر من صدى أجوف يردّد ما يلقى عليه.

صورة جيراندو هنا لا تحتاج تعليقا بيدق تائه فوق رقعة شطرنج لا يعرف قواعدها. الحيجاوي هو اللاعب الوحيد، وهو الذي يحرك القطع ويكتب السيناريو ويحصد الثمار، بينما جيراندو ليس سوى كومبارس باهت يُدفع إلى الواجهة كلما احتاج المخرج إلى مشهد إضافي في مسرحية التشهير، وما إن يسدل الستار حتى يعود المسكين إلى الظل، ينتظر الصفارة التالية.

بهذا السقوط المدوّي، تبخرت أوهام الحرية التي حاول جيراندو تزيين نفسه بها، لقد انكشف كواجهة مرتعشة لمخطط دنيء، مجرد وسيلة مستهلكة في يد من عرف كيف يستغل هشاشته ويحوله إلى سلاح صدئ ضد مؤسسات الدولة وصوته المكسور، واعترافاته المقنعة، تكفي لإعلان الحقيقة كاملة… فالرجل لم يكن يوما صاحب رأي أو مشروع، بل كان دوما سلعة رخيصة تشترى وتستعمل ثم ترمى.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة