ازدواجية خطاب البوليساريو تكشف مأزقها السياسي

في رسالته الأخيرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، حاول زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي توظيف لغة الشرعية الدولية بالحديث عن حقوق الإنسان والسلم العالمي، لكنه سرعان ما انقلب لاتهام المنظمة نفسها بالعجز عن فرض الاستفتاء المزعوم في الصحراء المغربية، منتقدا ما سماه مواقف غير مسؤولة لبعض الحكومات.

هذا التناقض ليس جديدا، إذ دأبت قيادات الجبهة، مثل خطري أدوه، على مهاجمة الأمم المتحدة واتهامها بمحاباة المغرب، رغم ادعائهم التمسك بقراراتها، وهو ما يفضح ازدواجية خطاب البوليساريو التمسك بالشرعية الدولية حين تخدم دعايتها، والطعن في مصداقيتها حين تصطدم بالواقع.

باحثون يرون أن هذه الازدواجية تعكس مأزقا حقيقيا للجبهة، فهي لم تنجح في صياغة رؤية واقعية أو استراتيجية واضحة، وكلما واجهت خيبة أمل في مسار الأمم المتحدة، لجأت إلى الهجوم للتغطية على فشلها. بل إن مهاجمة المنظمة لا تضعف المغرب، بل تكشف عجز البوليساريو عن الانخراط الجاد في الحل السياسي القائم على الحكم الذاتي، الذي يحظى بدعم دولي متزايد.

ويرى خبراء أن ما تسميه الجبهة نقدا ليس سوى محاولة لابتزاز الأمم المتحدة وتحميلها مسؤولية الجمود، في حين أن الواقع يفضح تناقضاتها وخروقاتها لوقف إطلاق النار. فالخطاب المزدوج لا يعكس مرونة سياسية، بل هروبًا إلى الأمام وتغطية على مشروع انفصالي فقد صدقيته أمام الحقائق التي يرسخها المغرب ميدانيًا ودبلوماسيا.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة