غوتيريش يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في مخيمات اللاجئين بتندوف
هكذا صارت “لوموند” أداة مأجورة في حملة رخيصة ضد مغرب قوي بتلاحم دائم بين العرش والشعب
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية ما أسمته “تحقيقاً” عن المغرب بقلم كريستوف أياد وفريديريك بوبان. والحقيقة أن ما كتباه ليس تحقيقا ولا صحافة، بل مجرد إعادة طبع لنصوص قديمة وسرديات مفبركة سبق أن تم ترويجها من طرف أقلام مأجورة على مدى السنوات القليلة الماضية، منها روايات مشابهة أعاد إنتاجها نفس الصحفيان في لقاء سابق مع الأمير هشام، ما يطرح بعض التساؤلات عما إذا كانت مجردصدفة بريئة ؟ أم أن المسألة أكبر من مجرد صدفة، وأننا أمام أجندة واحدة تساق بأقلام مختلفة حسب الطلب مع إقحام أسماء من المحيط الملكي لغرض في نفس الحاقدين ؟
الأمر يثير السخرية أكثر حين نكتشف أن هذا “التحقيق” لا يعتمد سوى على إشاعات متقادمة، وثرثرات أعداء الوطن، من الأصوات المأزومة التي تبحث عن فرصتها في العواصم أوروبية. نفس الوجوه المستهلكة، تستدعى كل مرة لإضفاء صبغة “شهادة مستقلة”، بينما هي مجرد أدوات وظيفية في ماكينة إعلامية فقدت حتى القدرة على التمويه.
ولأن الخطة أوسع من مجرد مقال، فقد صرنا نرى توزيع الأدوار بوضوح مرة أقلام إسبانية تهاجم وتشكك وتحاول زرع بذور الفتنة، ومرة أقلام فرنسية تزعم “نهاية حكم”، وغدا سنجد صحيفة أخرى لست أدري من أين تردد نفس الأسطوانة. هل نحن أمام صحافة حرة فعلا؟ أم شبكة أقلام مأجورة تتحرك بتوقيت سياسي تموله الجزائر بميزانيات النفط والغاز إلى جانب دوائر معادية أخرى تحاول خلط الأوراق؟
المضحك أن لوموند تتحدث عن المغرب وكأنها تروي مسلسلا رخيصا… ملك يختفي… ملك يظهر على الجيتسكي.. إخوة زعيتر يسيطرون… استهداف ولي العهد… هذا هو زادهم، أما الدستور الجديد، المشاريع العملاقة، الأوراش الإصلاحية، الطاقات المتجددة، الموانئ، والعمق الإفريقية، فهي تفاصيل بالنسبة لهم “غير صالحة للنشر”، لأنها تفسد الحبكة الدرامية التي قررها الممولون.
ثم يأتي السؤال الكبير لماذا لا تجرؤ لوموند على فتح ملفات الجزائر؟ لماذا لا نقرأ عندها عن مئات المعتقلين، عن انهيار الاقتصاد رغم عائدات الغاز، عن الفساد العسكري الذي ينخر الدولة وعن صراع الأجنحة الحقيقي الذي يدفع إلى تعيين جديد كل بضعة أشهر على رأس الأجهزة السيادية ؟؟ أليس غريبا أن يتحول المغرب إلى موضوع دائم لمسرحياتهم، بينما يُطوى الملف الجزائري في صمت مطبق؟
الحقيقة أن لوموند اليوم ليست سوى مكتب علاقات عامة بواجهة صحفية، يكتب بالفرنسية ما يملى عليه من غرف مظلمة أما الخونة من أبناء المغرب الذين يسهلون لهذه الأقلام المأجورة مهمتها، فهم لا يمثلون سوى أنفسهم، وسيذكرون في التاريخ كأبواق للإيجار. إن المغرب أكبر من كل هذه المسرحيات الرخيصة، ومن كل هذه الأقلام التي تقتات من التشويه. أما نحن، فندرك جيدا أن اللعبة مكشوفة أجندة جاهزة، توقيت محسوب، وأقلام مأجورة.
وما لم يفهمه هؤلاء أن المغرب لا يكتب له “نهاية حكم” في صفحات مأجورة، بل يصنع تاريخه بإرادة شعبه الوفي للعرش ولملكه، وبقوة مؤسساته.
وإذا كان الهدف هو التشكيك في الشرعية، فليعلموا أن المغاربة، بكل أطيافهم، أكثر تمسكا بعرشهم وبمؤسساتهم. فالمؤسسة الملكية ليست فقط رمزا تاريخيا ودستوريا، بل صمام أمان ووحدة وسط محيط إقليمي ملتهب، وأي محاولة للنيل منها لا تزيد الشعب إلا التحاما وصلابة.