صحيفة “لوموند”.. حرب الفتاوى لضرب الأمن القومي للوطن تحمل معاولها من جديد (كاريكاتير)

لقد خدعتنا بعض الدول الاستعمارية – سابقا- حينما قالت لنا أن “الحروب بيننا وبينها قد انتهت” ببزوغ فجر الاستقلال، لأن المشهد الإعلامي الغربي حاليا يتبنى حروبا بالوكالة حلت فيها الكلمة اللاذعة ومنطق “الأستاذية” المقيت محل السيف البتار والبندقية.

وغزت العقول تنظيرات هُلامية مغلفة بمسميات “مفخخة” من قبيل “دمقرطة الحكم بين الحاكم والمحكوم” التي تُستباح، بموجبها، حرمة رموز الأنظمة وتُجلد فيها الدول على مرأى ومسمع من شعوبها حتى يستصغروا “كبارها”، وتصير هيبتهم محط شك وكلمتهم خفيفة في الميزان ثقيلة على الأفئدة ليُصبح انفراط العُقد “الماسي” أمرا يَسيرا، بعدما “خدشته” حملات تخدير وتنويم مغناطيسي هدفها الأساس كتابة نهاية على المقاس، وتحت الطلب لحقبة حاكم تُدمر حنكته السياسية الأعداء وتستفز الأصدقاء.

لم نكن لننتظر، حتما،  أن تحملنا “لوموند” الفرنسية على الأكتاف وتطوف بنا بين الأمم لتُشيد بنموذج عربي إفريقي اقتنص لنفسه من كل فن طرب حتى صار اسمه حاضرا في كل المجالات، بدءا بالاقتصاد مرورا بالدبلوماسية الأممية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني، لأن في الانتظار على أعتاب “مسلخ إعلامي” يضع الأطروحات الإيديولوجية فوق الدقة المهنية إهانة لتاريخنا، وتغذية مجانية للنزعة الاستعلائية التي يخاطبنا بها. كما لم نتوقع منه يوما أن يُراجع حصيلة ال26 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس بحيادية ومسافة مقبولة، حتى يعكس العاهل مُخرجات حكمه بعيون أجنبية. لماذا؟ لأن الحُكام يرحبون دوما بالقراءات المتعددة شريطة أن تنهل من قواميس الحيادية ولا تسقط في جُب المنطقة الرمادية المُحببة لكافة مُمارسيها ما عدا المُمارسة عليه.

ورغم عتمة المشهد، المغرب الرسمي وشعبه الوفي لا يُهاود ولا ينزل إلى مستنقع “الخنازير” حتى لا يتسخ ثوبه. لكن، بعض من أبنائه العاقين ومعهم رفاقهم الأجانب هم أول من يتذوق “السم” المدسوس في العسل حتى يمنحوا رأيهم في تركيزه إن كان عاليا أو سيتحتم على الساقي أن يزيد الجرعة قطرات إضافية.

وهنالك تُلوح من l’arrière plan حيث تقف “النكافات”، راية عسكرية انتهى إلى علم أصحابها أن “لوموند” التي تُحبهم وتُحب كرمهم الراسخ في ذهنها بعد زيارة صحافييها إلى مخيمات تندوف منذ حوالي السنتين أو أكثر، حيث أفردوا، حينها، مقالا منحازا لجبهة البوليساريو الانفصالية على حساب المغرب صاحب الحق والأرض، (انتهى إلى علمها) أن الجار “الغليظ” يُؤثث صفحات الجريدة عبر تحقيق مزعوم مدرج ضمن خانة Contenus sponsorisés، وهنا مربط الفرس والانحياز المفضوح.

العساكر كما هي عادتهم يدعون بيادقهم إلى briefing على عجل لتذكيرهم وشد انتباههم إلى ضرورة التقيد الحرفي بمضمون سقطة “لوموند” حيث تم الربط “الخبيث” بين صحة الملك وتراجع نفوذه السياسي “زعما”، مع إمكانية الإعلاء من شأن المزاعم ما استطاعوا إلى الأمر سبيلا.

وبالفعل لم يتردد في صالة briefing صدى تطمينات أخرى غير عبارة A vos ordres mon général، لينطلق السباق نحو من سيُحقق السبق في إعادة قذف المملكة المغربية بمادة إعلامية فرنسية تجد انعكاسها الكبير في نظيرة إسبانية سابقة، وبشهادة الصحافي الإسباني إيغناسيو سيمبريرو الذي لن يغفر، ما حيا، لوطننا طردا يليق بمقامه إثر نشره لفيديوهات محرضة على الإرهاب. لكن السؤال الذي يظل عالقا بالذهن: لماذا أجنبي يُعادي بلدا أجنبيا لا يشده إليه لا رابط عرقي ولا ديني أو حتى ثقافي؟ قد نستوعب، ولو في جزئيات طفيفة، معادة مواطن لبلده لأسباب موضوعية ربما، لكن بأي منطق يُبرر الأجنبي عدائه المجاني؟.. إنه المغرب حيث “طرف لخبز ياكلو البراني” بوجودنا الموازي ل12 قرنا خلى.

أما شيخ الخونة علي المرابط فهو ماكث أمام بوابة “لوموند” بانتظار إصدار الأجزاء الستة المكونة لمقال “أجواء نهاية حقبة الملك محمد السادس” على منصة X، حتى ينول شرف أول الناشرين له ومن تم يتفرغ لتحرير تقارير دقيقة عن أداء أعضاء الخلية العدمية في أفق رفعها إلى العساكر القابعين داخل ثكناتهم يَرقبون المغرب بمناظير “سوداء”.

بينما الصحافي “الزهواني” عمر الراضي الذي يقطع من اكتئاب ما بعد السجن لأن الإقصاء المعنوي فعل فعلته فيه، يقوم بخرجات محتشمة، بين الفينة والأخرى، خوفا من أن يطويه الزمان أو تنساه الساحة الإعلامية -والحقيقة تخميناته في محلها-، يقول لنا أن الاستقصاء والصحافة “المستقلة” عن الحياد وتحري الدقة في الطرح تُرعب المخزن. بينما الإعلام الذي يُشيد ويُثمن المُنجز ويستشرف المستقبل المنظور فهو عميل قد اشتُريت ذمته كي يُناصر بعمى مفرط!! الحاصل أن عمر ينتعش فقط في حضرة “الظلام” وسواد المشهد،  كما دَأُبَ خلال “مواقعة” إجبارية لزميلته !!

وعن “فؤاد” عبد المومني الكبير والفياض بحب الخير للغير لن أتحدث طويلا. سنشكر الرجل لأنه كلف نفسه عناء نشر مقال التشكيك كاملا على حسابه الفايسبوكي، وعززه بترجمة آلية ركيكة حتى يُعرف المغاربة بملكهم الذي تُوعز لنا “لوموند” الفرنسية أنها تعرفه أكثر منا. ولولا “خفة اليد” لكان ليسأل الترجمان سليمان الريسوني ترجمة دقيقة لن “يردها في وجهو”. بل بالعكس، كان ليُوفرها له مجانا لأجل “عيون المملكة التي لا تنام” ويريد لها “القزحي” الوقيعة “ليوم قبل غدا” مع السدة العالية بالله.  

وإلى هنا نقول لكم “لكم قادتكم ولنا قائدنا الهُمام” !!!

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة