التقارب الإيراني الموريتاني وخيوط العنكبوت
علمت “هبة بريس” من مصدر خاص ان السفير الإيراني بنواكشوط العاصمة الموريتانية قد عقد لقاء مطول مع رئيسة جهة نواكشوط “فاطمة منت عبد المالك” وذلك مساء امس الاثنين 5 أكتوبر الجاري بمكتبها “الصورة” .
ذات المصادر أكدت أن هذا اللقاء كان من أجل التعاون في مجال البنيات التحتية حيث أكد سفير دولة إيران خلال لقاءه أن بلاده على استعداد للتعاون مع العاصمة الموريتانية نواكشوط من أجل إنجاز مجموعة من المشاريع التنموية.
وحسب معطيات دقيقة تحصلت عليها الجريدة فقد اتفق الطرفان على إنجاز مشاريع في مجالات النقل الحضري والتكوين المهني ومياه الشرب.
وأضاف المصدر أن السفير الايراني أكد على رغبة بلاده في تطوير المدينة والرقي بها خاصة في مجال توفير الخدمات الأساسية بتعاون مع مجلس جهة العاصمة الموريتانية التي ترأسه فاطمة منت عبد المالك.
– بيت العنكبوت و الخطوط المتعددة
منذ وصول السفارة الإيرانية إلى نواكشوط يتحدث خبراء محليون عن موجة من الدعوة العلنية والسرية للمذهب الشيعي تقوم بها شخصيات وهيئات تحاول نشر هذا المذهب في موريتانيا، ويعمل النظام الإيراني على تعزيز هذا التوجه من خلاف استضافة تلك الشخصيات في الإعلام الإيراني الموجه إلى العالم العربي، وتقديمهم كأبطال، وصل ذلك أوجه حين قدم مذيع موريتاني في قناة العالم الإيرانية نشرة الأخبار وهو يرتدي الزي التقليدي الموريتاني، كما كثرت في الأونة الأخيرة نشاطات من يزعمون أنهم شيعة موريتانيون على شبكات التواصل الإجتماعي، وكثرت استضافتهم في القنوات الإيرانية.
غير أن الدعوة إلى المذهب الشيعي ليست سوى غطاء لما يدور في الخفاء، فحسب العارفين بالملف، فإن إيران تستغل سفاراتها في موريتانيا، لأغراض اقتصادية وأمنية، ووقعت مع موريتانيا عدة اتفاقيات في المجال الأمني تتضمن بيع أسلحة إيرانية لموريتانيا.
كما أن موقع مورتيانيا الإستراتيجي على الميحط الأطلسي، وانعدام الرقابة المالية على السوق السوداء، أتاح للحكومة الإيرانية الحصول على مليارات من العملة الصعبة في بلد يباع اليورو والدولار في الشارع من دون رقابة أو حصانة، كما أنه بلد ظل عبر التاريخ معبرا للتجارة الإفريقية الأوربية، وهو ما أتاح لإيران الحصول على مورد ومصدر غير خاضع للرقابة الدولية، التي تفرض عقوبات على كل من يتعامل مع إيران.
ولا يستعبد البعض أن يكون سكوت النظام الموريتاني عن حالة الرفض لنشر المذهب الشيعي في موريتانيا، محاولة لشغل الرأي العام المحلي الرافض لمواقف الحكومة الإيرانية وما تقوم من تدمير لبنية المجتمع وتدخلها في القضايا العربية، ليظل الحديث عن محاولات التشييع، ولا يصل إلى فضح الجهود الأمنية والاقتصادية لإيران في بلد يعتبر البوابة الرئيسية للعالم العربي من الجهة الغربية .