• ماي 6, 2025

بايدن يستعين بوزراء مقربين من “صديق المغرب” القوي في حكومته الجديدة

رغم أن لا شيء رسمي لحدود الساعة، غير أن كبريات الصحف الأمريكية باتت تنبش في هويات الشخصيات التي يتوقع أن يعينها جو بايدن رئيس الولايات الأمريكية المتحدة الجديد في منصب وزراء بحكومته المقبلة التي ستشرع في العمل بداية من شهر يناير المقبل.

جو بايدن و الذي ترك انطباعات إيجابية خلال حملته و برنامجه الانتخابيين بخصوص الجاليات المسلمة و كذا علاقة أمريكا التي اعتبرها أرضا لجميع الديانات و الجنسيات، يسير وفق ما أكدته وسائل إعلام مقربة منه نسبة لمصادر من فريق مستشاريه للاستعانة بعدد من الشخصيات الوزارية التي سبق واشتغلت بجانب الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

و في هذا الصدد، لفتت المصادر ذاتها الانتباه لكون جو بايدن رئيس الدولة الأمريكية الجديد التقى خلال الأسبوع الماضي بعدد من السياسيين المحنكين الذين ولجوا عالم التدبير الحكومي خلال الحقبة الرئاسية لكلينتون و الذي تلقبه الصحافة العالمية ب”صديق المغرب”.

و من بين الأسماء التي قابلها بايدن في مفاوضاته لتشكيل حكومته الجديدة نجد أنتوني بلينكن الذي سيشغل منصب وزير الخارجية، و كذا جيك سوليفان الذي سينال منصب مستشار الرئيس في الأمن القومي، فضلا على ليندا توماس غرينفليد و كذلك أفريل هاينز التي ستدير جهاز الاستخبارات الأمريكية و أليخاندرو كايوركاس ثم السيناتور جون كيري الذي سيكون أيضا ضمن الفريق الحكومي لبايدن.

و كما هو معروف، فغالبية الأسماء التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الأمريكية والتي أكدت أنها تلقت بشكل شبه رسمي تعيينها في الحكومة المقبلة تربطها علاقة قوية بالرئيس السابق بيل كلينتون حيث و كمثال فالمستشار بلينكن بدأ مسيرته السياسية ضمن فريق عمل بيل كلينتون قبل أن يصبح نائبا لرئيس الخارجية.

كما أن جيك سوليفان الذي سيشغل مهام مستشار للرئيس بايدن، سبق و كان ضمن فريق بيل كلينتون ثم أصبح بعد ذلك مسؤولا ضمن حملة هيلاري كلينتون خلال الانتخابات قبل الماضية ليتم تعيينه بعد ذلك كمستشار للأمن القومي في حكومة أوباما.

و في تحليلها لسيرة الأسماء التي ستتشكل منها حكومة بايدن، أكدت وسائل الإعلام الأمريكية أن الرئيس الجديد يسير في طريق فتح صفحة جديدة مع الدول الأفريقية و المسلمة حيث أن الأسماء التي اقترحها للعمل معه معروفة باعتدالها و دفاعها عن السلام و التعايش و الانفتاح على كل دول العالم، كما أن غالبيتها تربطها علاقات طيبة مع تلك الدول و منهم ليندا توماس غرينفليد التي سبق و شغلت منصب مساعدة وزير الخارجية مكلفة بالشؤون الأفريقية لمدة أربع سنوات في عهد أوباما.

كما ضمت قائمة الوزراء المقترحين شخصيات من أصول مهاجرة مثل كايوركاس وزير الأمن الداخلي، حيث يعول بايدن على هاته الأسماء لتجاوز معيقات المرحلة السابقة و التي تميزت بالتعامل العنصري مع أبناء الجاليات المهاجرة.

و تجدر الإشارة إلى أن عددا من الأسماء التي تداولتها وسائل الإعلام الأمريكية كمرشحة للاستوزار بحكومة بايدن برزت في بدايتها مع بيل كلينتون، الأخير الذي تربطه و عائلته علاقة صداقة قوية مع الملوك المغاربة بداية من الراحل الحسن الثاني و استمرارا مع الملك محمد السادس.

و يداوم كلينتون و زوجته و عدد من أفراد عائلته على زيارة المغرب بشكل كبير، حيث ستظل صورة مشاطرة الرئيس السابق لأمريكا مائدة الفطور الشعبي مع أسرة بسيطة ضواحي مراكش حدثا بارزا تصدر مشاهد كبريات الصحف و المواقع العالمية قبل حوالي سنة ونصف.

كما أنه و إلى جانب الصداقة القوية التي تربط عائلة “آل كلينتون” بالأسرة الملكية المغربية، نجد أيضا أن الصديق المقرب لبيل كلينتون هو أيضا مغربي و هو الملياردير و رجل الأعمال المعروف مارك العسري.

و فضلا على ذلك، داوم كلينتون على إلقاء مجموعة من المحاضرات بالمغرب خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد، كما ستظل الصور التي تناقلتها عدسات المصورين لدموع تأثر كلينتون أثناء الجنازة المهيبة للراحل الحسن الثاني شاهدة على قوة العلاقات بين الرجلين، حيث أن بيل كلينتون قطع خطابا أثناء حملته الانتخابية في ولاية كولورادو و طار على وجه السرعة للمغرب لحضور مراسيم دفن صديقه الملك الراحل، حيث وفق ما نشر في مذكرات تحدثت عن الواقعة أنه طلب من حرسه الخاص العودة لفندق إقامتهم بينما ظل هو يسير في الجنازة وسط الحشود الغفيرة بالرباط.

و بالإضافة لذلك، يتذكر المغاربة جيدا قصة القفطان المغربي الذي ألبسه الملك الراحل للسيدة الأولى في أمريكا آنذاك هيلاري زوجة بيل كلينتون خلال زيارتها للقصر الملكي بالرباط قبيل وفاته بأشهر، هناك حيث قالت مقولتها الشهيرة: “عليك أيها الملك أن تؤلف كتابا عن ثقافتك حتى يستفيد منها العالم جميعا”، قبل أن تنتقل رفقة الأميرة لالة مريم لضواحي مرزوكة و تركب الجمال و تلتحف ب”الملحفة الصحراوية” و تشرب الشاي و تمضي ليلتها رفقة ابنتها في خيمة بالمنطقة كما وثقت لذلك عدسات “واشنظن بوست” الأمريكية.

و يعتبر كلينتون من بين أشد المدافعين عن مصالح المغرب و عرف بمواقفه الثابتة و القوية خلال حقبة ترؤسه للولايات المتحدة الأمريكية حيث كان حريصا على التأكيد على وحدة المغرب و ضمان أمنه و استقراره، كما كان من الداعمين للمشاريع الكبرى التي تبناها المغرب في مسيرة الإقلاع و النمو التي باشرها منذ حوالي ثلاث عقود من الزمن.

هذا و كان الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قد أعلن أنه وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون صوتا لصالح المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، ونائبته كمالا هاريس.

وكتب كلينتون، في حسابه عبر موقع “تويتر” خلال عملية التصويت: “لقد أدليت أنا وهيلاري بفخر بأصواتنا لجو بايدن وكمالا هاريس، سيعملون بلا كلل لمعالجة انقساماتنا وبناء مستقبل أفضل لنا جميعا، إذا لم تكن قد قمت ذلك بالفعل، فقم بالتصويت اليوم”.

و تعتبر علاقة بايدن بكلينتون علاقة قوية و تجمعهما وشائج متعددة، حيث أكدت وسائل الإعلام الأمريكية أن بايدن يستشير في عدد من الملفات مع كلينتون و يطلب دائما رأيه خاصة في الملفات الكبرى و الحساسة، و هو ما جعله يستعين بمقربين منه راكموا تجربة طويلة في العمل السياسي ليشكل منهم فريقه الحكومي الجديد.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة