ضرورة خضوع جميع المغاربة لعملية التلقيح من أجل تخفيض الكلفة الباهضة لـ”كوفيد19″
يبدو أن المغرب سيكون مضطرا لللجوء إلى خيار اللقاح، كتدبير وقائي حتمي لمحاصرة فيروس كورونا، أو الحد من خسائره الفادحة على مستوى الأشخاص، والجماعات.
غالبية بلدان المعمور تستعد أو بدأت في تطعيم مواطنيها، من أجل تعزيز سبل الوقاية بين شعوب هذه الدول، لا سيما مع توالي موجات كاسحة لانتشار الفيروس، مما يرفع من حجم المخاطر التي تتربص بالبشرية نتيجة الفشل النسبي لكل المقاربات المتخذة إلى حدود الان لاحتواء هذا الفيروس.
وفي ظل تراخي المواطنين، واستهتار بعضهم بالتدابير الاحترازية، وإفشال جهود وخطط السلطات العمومية للسيطرة على الانتشار المتنامي للفيروس بوتيرة سريعة، يبقى التلقيح الحل الأوحد، لتمكين المواطنين من المناعة الجماعية التي ستكتسب بفضل التلقيح على مرحلتين، بما يسمح لكل مواطن بحماية نفسه من الإصابة بالعدوى، وبالتالي خفض خطورة الفيروس، والتقليل من مخاطره التي تهدد الجميع كبارا وصغارا.
كلفة الاستهتار والتراخي الباهضة، يدفعها الجميع اليوم، على الرغم من أن فئات مختلفة قامت بكل ما تستطيع لمنع الانفجار الصاروخي للاصابات، لا سيما الفئات العاملة في الخطوط الامامية، كالأطباء والممرضين، والأطر شبه الطبية والإدارية، وطواقم الإسعاف، والسلطات المحلية وعناصر الأمن والدرك، وموظفي الإدارات العمومية، الذين يضطرون للعمل في ظل ظروف عالية المخاطر، إلا أن فئة أخرى بالمقابل أضعفت هذه الجهود، بل ونسفتها مؤخرا، عندما ارتفع عدد الوفيات اليومية ليلامس حاجز المائة وفاة، بكل ما يحمله تصاعد الضحايا من خطورة.