في الذكرى الثانية للحراك الشعبي الجزائري.. الذين أسقطوا بوتفليقة، يطالبون برحيل “العصابة كاملة”
عاشت الجزائر امس على وقع مظاهرات حاشدة في أكثر من 35 مدينة وولاية جزائرية في إطار فعاليات إحياء الذكرى الثانية لانطلاق الحراك العشبي الذي أسقط بوتفليقة، وعصف بالعهدة الخامسة ولا زال متواصلا بهدف طرد “العصابة” كاملة.
تظاهرات وصفت بالمليونية في الجزائر العاصمة، ومظاهرات حاشدة بمنطقة القبائل الجزائرية ذات الغالبية الامازيغية التي تطالب بالانفصال عن الجزائر وتأسيس دولة مستقلة.
المسيرات العفوية التي خرجت اليوم، بهدف إحياء الذكرى الثانية لانطلاقة الحراك الشعبي، الذي فجره الإعلان عن ترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، تعكس تصميما وإرادة شعبية راسخة لاقتلاع كل رموز الفساد بالبلاد، وتحريرها من حكم الجنرالات الشيوخ الذي يهيمنون على كل مفاصل الدولة الجزائرية.
تظاهرات اليوم، رسالة الى الداخل الجزائري مفادها أن قطار التغيير الذي انطلق قبل سنتين، لم يصل إلى محطته النهائية بعد، رغم أنه حقق بعض المكاسب كالقطع مع الخوف، وتحرير عقول الجزائريين من الخوف المستحكم بهم تجاه المؤسسة العسكرية والمخابرات.
أما الرسائل التي يعتزم الحراك توجيها إلى الخارج فهي أن الشعب الجزائري لم تنطل عليه مسرحية العسكر بإزاحة رئيس عاجز، وتعويضه برئيس مسن يعاني هو الاخر من امراض اضطرته للبقاء خارج البلاد لمدة ناهزت ثلاثة أشهر.
إصرار الجزائريين على التظاهر مناسبة لتذكير الماسكين بزمام الأمور، أن الإجراءات و التدابير الاحترازية التي فرضتها كورونا على العالم والشعب الجزائري، لم ولن تنسي الجزائريين معركة التحرير و التخلص من الديكتاتورية العسكرية ، ومعانقة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
تظاهر اليوم في الذكرى الثانية لانطلاق الحراك الشعبي المبارك كما يسميه الجزائريين، يعتبر بمثابة جرس إنذار، يحذر الجنرالات من تجاهلهم لمطالب الشارع و إصرارهم على وأد الثورة الشعبية التي تسعى الى استرداد البلاد من أيدي الطغمة الحاكمة وتأسيس دولة حديثة مدنية على قاعدة العدالة والمساواة.